بقلم : د/نورا مراد
معالج لغة وكلام
عضو الجمعية المصرية لأمراض التخاطب وعلاج الكلام

تأخر اللغة النوعي

( SLI ) Specific Language Impairment

    إن التأخر اللغوي شكل من أشكال الاضطرابات اللغوية ويقصد به عدم قدرة الطفل على تتبع المخطط والتسلسل الطبيعي لمراحـل اكتـساب اللغة، فإذا لم تنمو لغة الطفل – كما كان متوقعاً لها حسب المخطط الطبيعي لنـضوج اللغة – يمكن القول ببساطة إن هذا الطفل يعاني من تأخر لغوي ( معمر الهوارنه،2012)، وقد يستمر تأثير تأخر اللغة النوعى على الأطفال حتى مرحلة المراهقة وربما يتخطاها إلى المراحل المبكرة من البلوغ (( Snowling et al ., 2000 .

    أ- تعريف التأخر اللغوي النوعى  Specific Language Impairment:

    يستخدم مفهوم التأخر اللغوي النوعي منذ عام 1980 كإشارة للأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي على الرغم من أن مهاراتهم المعرفية في المستوى الطبيعي، مع عدم وجود سبب معروف لتأخرهم اللغويSheena et al ., 2014 ) ) .

    وتعرفه دورثي بيشوب (Bishop,2003)  بأنه فشل الطفل في اكتساب اللغة بالمعدل الطبيعى بدون سبب واضح. وقد تكون القدرات غير اللغوية في المعدل الطبيعى ، مع عدم وجود أي إشارة لإعاقة جسدية أو حسية يمكن أن تكون سبب لعدم نمو اللغة  بشكل طبيعى.

    وتشير ماندي  Mandy , 2012)   (  إلى أن الأطفال الذين يعانون من التأخر اللغوي النوعي (الغير محدد) هم أطفال يتمتعون بالقدرة والصحة التي يتمتع بها أقرانهم في كل الجوانب باستثناء الصعوبة البالغة في استخدام وفهم اللغة، و التأخر اللغوي النوعي هو مفهوم يستخدم لوصف الصعوبة في اكتساب واستخدام اللغة وهذه الصعوبة لا ترتبط بعوامل أخري مثل صعوبات التعلم، أو اضطرابات اخرى كالشلل الدماغى، أوضعف السمع، أو اضطراب طيف التوحد.

    ويصف التصنيف الدولي للامراض (ICD11,2018 )  التأخر اللغوي النوعي  بأنه اضطراب يتسم بخلل مستمر ومتكرر وسائد في اكتساب او فهم أو إنتاج اللغة المنطوقة أو لغة الإشارة والذي ينشأ خلال فترة النمو بشكل نموذجي  في مرحلة الطفوله المبكرة مما يؤدي إلي انخفاض ملحوظ في قدرة الفرد علي التواصل فتكون أقل بشكل ملحوظ مما هو متوقع بالنظر لعمر الفرد ومستوى أدائة الذهني ولا يفسر العجز اللغوي باضطراب عصبي نمائى آخر أو ضعف حسي أو حالة عصبية بما في ذلك آثار إصابة الدماغ.

    ب- أسباب الإصابة بالتأخر اللغوي النوعى:

    أما عن أسباب الإصابة بهذا الاضطراب فهي غير معروفة ، حيث أنه لايوجد  سبب واضح يمكن أن يعزى إليه إصابة الطفل  بالتأخر اللغوي النوعى، على الرغم من أنه كان هناك اتجاه سائد لعدة سنوات يميل إلى الإعتقاد بأن تأخر اللغة النوعى يسببه عوامل مثل الفقر البيئي، وتلف الدماغ أثناء الولادة، وفقدان السمع، ولكن لاحقا تبين أن هذه العوامل ليست سبباً للإصابة بهذا الاضطراب  Bishop, 2006) ).

    وقد وجد أنه في بعض الحالات هناك تلافيف مخية غير مألوفة وغريبة. إلا أنه وبرغم ذلك حتى وقتنا هذا، لايوجد أي توقع عصبي محدد لهذا الاضطراب . كما أن الاختلافات المتواجدة فيما بين أدمغة  الأطفال ذوي تأخر اللغة النوعي  والأطفال الأسوياء ذوي النمو الطبيعي غير واضحة وقد تتداخل مع النماذج المتواجدة في الاضطرابات النمائية العصبية الأخرى.(Kenet , 2007)

 

 

    ومن ناحية أخرى اتجهت بعض الدراسات إلى فكرة وجود عامل جيني يؤثر في ذلك،حيث وجد أن نسبة كبيرة من أطفال تأخر اللغة النوعي  لديهم أقارب مصابون بهذا الاضطراب،فحوالى من ( 50 % الي  

70 %)  من الأطفال المصابين بالتأخر اللغوي النوعى لديهم شخص أو أكثر من أفراد العائلة تم تشخيص اصابته بتأخر اللغة النوعىBishop,2006) ) .

    ج- تشخيص تأخر اللغة النوعى:

       يعتمد تشخيص هذا الاضطرب على فكرة الاستبعاد ففي كل من المجال العيادى والبحثي يتم تشخيص الطفل بالتأخر اللغوي النوعى عندما يظهر تأخر في النمو اللغوى لا يفسر في ضوء الاضطرابات الحسية الحركية (كضعف السمع،أو الذاتوية)، أوضعف في التطور المعرفى، أو أي متلازمات أخرى، أو عدم التعرض للغة بشكل كافى، أو حتى الإصابة بمشكلات نفسية  ( Lahtinen & Laurila,2019 ).

      وتستخدم أيضاً الاختبارات الموحدة ومعلومات اللغة الطبيعية للتشخيص والتمييز بين الأداء الطبيعي والأداء غير الطبيعي لدى الأطفال في نفس الفئة العمرية، وذلك بهدف قياس الفروق بين درجاتهم .

   واقترح ليونارد  Leonard ,2010) ( أن تكون محاولات استكشاف الاضطرابات اللغوية في ضوء كل من المحتوى، والبنية، والاستخدام بدلاً من قياس الفروق بين اللغة الاستقبالية والتعبيرية فقط  وبشكل عام فإن تشخيص هذا الاضطراب يتحدد من خلال ثلاثة جوانب أساسية:

 1- معاناة الطفل من صعوبات لغوية تتعارض مع أدائه لمهام الحياة اليومية وتعوق تقدمه الأكاديمي.

2- استبعاد الأسباب الأخرى مثل الاضطرابات الحسية الحركية،وفقد السمع ،واضطراب طيف التوحد.

3-  درجة الطفل على اختبار لغوى مقنن.

    ويصنف تشخيص تأخر اللغة النوعى فى اتجاهين، أحدهما قائم على اعتبارات المعالجة، والآخر قائم على الإطار اللغوى، وفي المنحى الخاص بالمعالجة يعتبر دور الذاكرة وخاصة الذاكرة قصيرة المدى فى الأداء اللغوى مؤشرًا هامًا في تشخيص الاصابة بقصور اللغة النوعي ( Weismer et al., 2000).

خصائص الأطفال ذوي تأخر اللغة النوعى:

     يتأخر هؤلاء الأطفال في البدء بالكلام عادة ؛ حيث أن كلماتهم الأولى قد لا تظهر حتى سن عامين أوثلاث أو  بعد ذلك ، ويعانون أيضا من تأخر في فهم وإنتاج اللغة، وهذا القصور في الأداء اللغوي يظهر لديهم في مراحل عمرية مختلفة ويستمر طوال المرحلة النمائية إذا لم يتم تقديم برامج التدخل العلاجي الملائمة لهم  Guarnera  et al., 2013)  ;   .(  Sallam,2011     

    ويشير سوزوكيل et al.,2017  ) Szukiel ) إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من ضعف في نظام اللغة، قد يغطي جميع النظم أو المستو يات الفرعية: الدلالي ، والصوتي، والصرفي، والنحوي، والبراجماتي، وهو ما يتضح على النحو الآتى :

    1- خصائص القدرة الدلالية  اللغوية (المضمون اللغوي ):

    يظهرون قصورا في القدرة  الدلالية والمعجمية  للغة فلديهم صعوبة في القدرة على اكتساب المفردات اللغوية وتعلم الكلمات الجديدة. ويجدون صعوبة في فهم الأنماط اللغوية المعقدة، خاصة إذا كان المتحدث يتكلم بسرعة. وهم يعانون من صعوبة استدعاء الكلمات المناسبة من قاموسهم اللغوي رغم أنهم قد يعرفون الكلمات المقصودة، وكذلك لديهم صعوبة في تسمية الأشياء بدقة. ولديهم صعوبة في الاحتفاظ بالشكل الصوتي والخصائص الدلالية للكلمات الجديدة في قاموسهم اللغوي؛ لذلك غالبًا ما يكون لديهم حصيلة لغوية محدودة في أي مرحلة من مراحل النمو، وصعوبة في إضافة كلمات جديدة إلى قاموسهم اللغوي؛ وبالتالي لا ينوعون في استخدامهم للكلمات أو الأفعال مقارنة بأقرانهم ممن هم في مثل أعمارهم الزمنية، وهم يتعلمون الاسماء بسرعة أكبر من تعلم  الأفعال وقد يعود ذلك لعدم ثبات طبيعة الافعال  .

 ; Coady, 2013)  ; Brooks et al., 2015  ( Frizelle et al.,2017  

         2- خصائص  تتعلق بالتركيب الصوتي والاصوات اللغوية :

يتسم الأطفال ذو التأخر اللغوي النوعي بعدم نضج عملية النطق والكلام خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة فهم يظهرون مشكلات متعدده في إنتاج اللغة المنطوقة، ويتأخرون  في اكتساب الأصوات اللغوية ، والمقاطع، والأجزاءالمكونة للكلمة، كما أنهم يظهرون أخطاء متعددة  في نطق الأصوات عند مقارنتهم بالعاديين ممن هم في نفس عمرهم ، وتظهر هذه الأخطاء في صورة (العمليات الصوتية الخاطئة مثل حذف بعض مقاطع- حذف الصوت الاخير في الكلمة – ابدال – مماثلة – تشويه …..)، و يعانون من صعوبة في الطلاقة اللفظية وقصور في نطق أصوات الكلام بشكل صحيح.(Archibald & Gathercole , 2006 ;  Sallam,2011)

    3- خصائص السياق اللغوي و المورفولوجي :-

يعاني الأطفال ذو التأخر اللغوي النوعي من خلل في النظام الخاص بقواعد اللغة بشكل عام، ويستخدمون تراكيب لغوية بسيطة ،  مع كلمات تنتظم مع بعضها البعض في جمل قصيرة ومختصرة وغير صحيحة لغويًا فعلي الرغم من أنهم يمكنهم التعبير بجمل، الا أنها غير مفهومة، فلديهم صعوبة في تنظيم الأفكار ، فهم عادة لا يستطيعون قول ما يريدون بالرغم من أن لديهم أفكار واضحة أي يجدون صعوبة في التعبير عن الأفكار الموجودة في أذهانهم وبالتالي يصعب متابعة حديثهم ولديهم أخطاء واضحة في استخدام الأزمنة والتعبير عنها  (المضارع – الماضي – المستقبل ….) ، ولديهم صعوبة في ترتيب الكلمات بشكل صحيح لبناء جمل مفيدة، كما إنهم يعانون صعوبة في وصف الصور، وتكوين قصص من الصور وإعادة سرد أحداث القصة، بالرغم من كونهم يعرفون مغزى وهدف القصة، وكذلك بمكونات القصة وبترتيب أحداثها ولكن تكمن الصعوبة في عدم قدرتهم على تنظيم محتوى القصة وفي استخدام التراكيب اللغوية المناسبة

; Reilly et al., 2014 ; Grist et al., 2012).  2017,et al   Ghayoum (

    4- خصائص براجماتية :

    يعاني هؤلاء الاطفال من صعوبات في تطور النمو الاجتماعي للغة و ضعف القدرة علي الاستدلال الاجتماعي والاستخدام الاجتماعي للغة والوعي الاجتماعي ، قصور في استخدام الكلمات و الأفعال بشكل صحيح اي أنهم يعانون من صعوبة في استخدام اللغة في سياق معين ويجدون صعوبة في التواصل غير اللفظي ، فققد يتقن هؤلاء الأطفال الاشكال السطحية للجملة ولكن يكون لديهم مشكلات جوهرية في فهم واستخدام التراكيب اللغوية كما ينبغي ، فهم يقومون بتفسير الكلام بشكل حرفي ولايمكنهم فهم المعني الضمني من الكلام ، ولديهم مشكلات متعددة في فهم النواحي غير اللفظية وحول اللغوية من اللغة ، وصعوبة في الفهم المنطقى للمحددات الكمية للغة  لذلك فالأخطاء النحوية لديهم ترتبط إلى حد كبير بالسياق البراجماتي وهم أيضا يواجهون صعوبة في فهم الأدوار الحوارية (المستمع والمتكلم )ولايتمكنون من تبادل الادوار أثناء المناقشة وبالتالي فهم يعانون من ضعف مهارات المحادثة والقدرة علي المشاركة في حوار فعال ، و القدره علي الفهم او الاستجابة أو طرح الاسئلة المختلفة ولديهم أيضا صعوبة في فهم الانفعالات أو التعبير عنها ، ونقص القدره علي استخدام الضمائر، وهم أقل مهارة من أقرانهم ممن هم في نفس عمرهم الزمني في استخدام المهارات السياقية لحل الغموض المعجمي وفهم الاستعارات بسبب مهاراتهم اللغوية المنخفضة،  و قد يشترك بعضهم مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد عالي الاداء في بعض الصعوبات البراجماتية الا أنها لاتكون بنفس الدرجة كما هم مثل :-

  • الحديث عن مايهتم به أوعن ذاته فقط دون الاهتمام بطبيعة الموقف الحواري و استخدام اسلوب الاستجواب غيرالمناسب و تكرار الكلمات والجمل بشكل واضح و الكلام بطريقة نمطية دون استخدام الاطار اللحني المناسب .

(Parisse &  Maillart, 2009  ; Estevano et al ., 2011 ;  Robert ,2012 )

    5- خصائص معرفية :

     القدرة العقلية العامة : يتمتع هؤلاء الأطفال  بمستوى ذكاء عادي وخصوصا الذكاء غير اللفظي  ؛ فبالرغم من أنهم قد لا يفهمون معنى كثير من الكلمات التي يسمعونها، إلاأنه يمكنهم ملاحظة ومتابعة المواقف وإدراك وفهم ما يحدث خلالها فهم يجدون صعوبة في متابعة حديث الآخرين عندما يتحدثون بجمل طويلة.

     الذاكرة : لديهم قصور في الذاكرة اللفظية قصيرة المدى ؛ ويظهر ذلك في المهام التي تتطلب تكرار الكلمات أو الجمل حرفيًا و يعانون ايضا من قصور في قدرتهم على استدعاء المعلومات اللغوية التي تم اختزانها من قبل في الذاكرة.

    الانتباه والتركيز : يعانون قصورا في قدرتهم على استمرارية التركيز، والتحكم في مستوى الإنتباه مما يؤثر سلبًا على أدائهم اللغوي؛ حيث يؤثر تشتت الإنتباه سلبًا على إدراك الكلام، وتعلم الكلمات، وتذكر الحديث. ) ; Guarnera et al., 2013 Gregl et al., 2014  ;رشا عليوة ،2021 )  

 

    المعالجة السمعية للمعلومات اللفظية :وجد أن هؤلاء الأطفال يعانون من صعوبات في تمييز النغمات المعروضة بسرعة  والنغمات المتسلسلة المقدمة في تتابع سريع ، ولذلك افترضوا أن التدخل الذي يتضمن إبطاء معدل الإدخال قد يساعد هؤلاء الأطفال على تحسين معالجتهم للغة أو المعلومات اللفظية  المقدمة لهم  . (  Sallam,2011)

    6- التعلم الاكاديمي  :          

    على الرغم من أن الأطفال ذوي التأخر النوعي  لديهم مهارات وقدرات  طبيعية مثل أقرانهم ، إلا أنهم يجدون صعوبة في التعلم، وذلك يرجع إلى صعوبة الطرق الاستراتيجيات  التي نتعلم بها بالنسبة لهم، والتي تعتمد على الإستماع والفهم والتحدث والتفاعل مع الآ خرين، واهومايمثل صعوبة بالغة بالنسبة لهم  (رشا عليوة، 2021).

     أظهرت الدراسات التي أجريت على الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة ممن لديهم تاريخ سابق مع تأخر اللغة النوعي أن هؤلاء الأطفال قد يعانون من عجز حاد في القراءة وفك الشفرات الإملائية ، بالإضافة إلى ضعف متوسط ​​في الفهم القرائي.  (Chilosi et al.,2009 ).

    ووجد ايضا أن الأطفال الذين يعانون من عجز في البرمجة الصوتية  من الأطفال ذوي التأخر اللغوي النوعي لديهم ضعف ملحوظ في الوعي الصوتي وهم الأكثر عرضة لصعوبات تعلم القراءة والكتابة و صعوبات  الإملاء ).  (Holm et al., 2008،  ويمكن أن تكون صعوباتهم مخفية” لفترة طويلة، لأحد الأسباب الآتية:

1)انه لا يعرف الكثير من الناس عن التأخر اللغوي النوعي  في مجتمعنا المصري أو يفهمونه.

2) يمكن أن تبدو مشكلاتهم وكأنها شيء آخر، على سبيل المثال، ضعف القراءة، أو سوء سلوك.

3) هؤلاء الأطفال لديهم مهارات وقدرات طبيعة مثل أقرانهم  ويمكنهم  أداء العديد من الأنشطة )التي لا تعتمد على الكثير من اللغة) (رشا عليوة، 2021). وبالتالي فهم يعانون من صعوبة في التعلم داخل غرفة الدراسة، بالرغم من أن مهارات تفكيرهم ومستوى استعدادهم الأكاديمى كثيًرا ما يماثل أقرانهم من نفس عمرهم الزمني  (حنان عبد النعيم ، 2021).

     7- خصائص اجتماعية وسلوكية:

    توصلت دراسة(Helland & Helland,2017 )    أن الأطفال ذوي التأخر اللغوي النوعي والذين يعانون من اضطرابات اللغة البراجماتية يعانون من تأثيرات سلبية في جانب الإحتياجات الإنفعالية والمهارات السلوكية .

   وعلى الرغم من أن الاطفال ذوي التأخر اللغوي النوعي قد يظهرون اجتماعيين أو ودودين ، إلا أنهم  يجدون صعوبة في تكوين الصداقات أو الاشتراك مع الأطفال الأخرين في اللعب ، ويجدون صعوبة في الإنضمام إلى جماعات الأقران والعمل أو اللعب معهم ، وهم عرضة لأن يظهروا مشكلات سلوكية، إلى جانب الرفض من الاخرين، والميل إلى الانطواء والانسحاب ، ونجدهم يميلون للعب الفردي، كما يجدون صعوبة في الألعاب التي تعتمد على الكثير من اللغة مثل:ألعاب التخيل والتمثيل ولعب االأدوار، لذلك نجدهم يختارون الألعاب التي تحتاج إلى استخدام أقل للغة  مثل: الألعاب البدنية،أو ألعاب الفك والتركيب،أو ألعاب الرمل بل بالنسبة لهم أصعب ما يجيدون الانضمام إلى الأنشطة التي  يختارها لهم الكبار بما في ذلك الرسم والتقليد واللعب الرمزي (رشا عليوة، 2021  . (  Sallam,2011 ;

    8- خصائص حركية :

    إن الحركة المتسلسلة واللغة تشتركان في آلية دماغ مشتركة وتقع في القشرة الجانبية المحيطة بنصف الكرة المهيمن ، وبالتالي فإن الكلام وبعض جوانب الحركة على الأقل تشكل نظامًا متقاربًا وقد وجد  أن نسبة  تصل الي) 44٪  ( فقط من عينة من ذوي التأخر اللغوي النوعي  كانوا يمشون دون مساعدة في سن )15  (شهرًا وأن )34٪ ( منهم لم يمشوا حتى 18 شهرًا أو بعد ذلك  وذلك غير متوقع في نمو الأطفال عادة  ، وغالبا ما يعانوي هؤلاءالأطفال من ضعف في المهارات الحركية الدقيقة وطول الوقت المستغرق لإكمال مهمة و ضعف يتعلق بسرعة الأداء ايضا ، مقارنة بأقرانهم العاديين في المقابل، و قد يعانون أيضا من عمه الأصابع ( finger agnosia) مما قد يؤثر على مهاراتهم في الكتابة (Sallam,2011)   .

تصنيف الأطفال ذوي تأخر اللغة النوعي

  • قدم كلا من (رابن و آلن، 1983) تصنيف للأطفال ذوي تأخر اللغة النوعي و يستند هذا التصنيف على تقييم الكلمات التلقائية والمباشرة، مع الأخذ في الاعتبار مستوي تحليل اللغة ، مثل  الوعي الصوتي  ، المورفولوجية النحوية ،النحوية المعجمية و القدرة البراجماتية وكان كالآتي :-
  • اللاادائية اللفظية / الديسبراكسيا : Verbal dyspraxia

وفية تكون اللغة الاستقبالية لدي الطفل جيدة  ، لكن الكلام محدود ، مع اضطراب في خلق الأصوات ونطقها  بطريقة غير متناسقة وقصيرة ويبذل جهداً كبيراً في النطق ويتأخر لديه  بدء الكلام عادة .

  • عجز البرمجة الصوتية: Phonological programming

حيث يتحدث الطفل بطلاقة باستخدام كلمات طويلة نسبيا ، ولكنه يعاني من أخطاء صوتية متعددة  تجعل الكلام غير مفهوم، والجمل قد  تكون صحيحة نحويًا ولكن تفتقد التناغم أو التناسق بين الكلام و قد لا يجد الطفل جهد في النطق كالتصنيف السابق و يبدأ في الكلام في الفترة الزمنية العادية أو يتأخرقليلا عن اقرانه .

  • العجز النحوي-الصوتي: Phonological-syntactic deficit
  • تكون الألفاظ قصيرة وغير صحيحة من الناحية النحوية ( السياق النحوي وبناء الجملة ) والنطق يكون غير صحيح، وتحدث مشاكل في البحث عن الكلمات (صعوبة إيجاد الكلمات ) في كثير من الأحيان ويختلف مستوى الفهم حيث قد تظهر صعوبات في فهم الكلمات المعقدة والمجردة. ويبدأ الطفل في الكلام متأخر جدا ، وقد وجد الباحثون أن الأطفال تحت هذه الفئة برغم من ان قدراتهم المعرفية في المدي الطبيعي الا انهم قد يعانون من صعوبات تعليمية خاصة باللغة .
  • العمة السمعي اللفظي: Verbal auditory agnosia
  • وفيه الأطفال لا يفهمون شيئا أولا يفهمون الا القليل مما يسمعونه لأنهم غير قادرين على فك الشفرة اللغوية في المستوى الصوتي. مع الضعف الشديد في التعبير ووضوح النطق قد يكون معدوم تقريبا .
  • عجز التركيب – المعجمي: Lexical-syntactic deficit
  • ويكون الأطفال لديهم مشاكل في إيجاد الكلمات وصعوبة في صياغة أفكارهم في كلمات أو جمل بسبب ضعف الحصيلة اللغوية لديهم والصعوبة في التعبير عن أنفسهم. ويكون الكلام العفوي أفضل من الكلام المحدد بسبب متطلبات المحادثة أو إعطاء إجابات للأسئلة. ويكون سياق الجمل مختلف وغالبا غير صحيح. ويكون التعبير الصوتي للفونيمات صحيح و فهم الجمل المعقدة محدود، وعادة مايتأخر هؤلاء في بدأ الكلام وعادة ماتتصف لغة هؤلاء الأطفال بعدم النضج .
  • العجز الدلالي البراجماتي: Semantic-pragmatic deficit
  • يتكلم الطفل بطلاقة وبشكل صحيح في الرسميات ؛ ومع ذلك يكون محتوي الكلمات غريب ، وقد يتسم كلامه بالمصاداة احيانا ( echolalia  ) أو الإفراط في استخدام الصور النمطية اللفظية على سبيل المثال (أنت عارف ، بالضبط ، فعلا  ، إلخ).و يكون الفهم  للجمل او الكلام حرفيًا  فهو لا يستطيع تأويل أو فهم ما وراء الكلام ، أو قد يتفاعل الطفل او يستجيب  لكلمة واحدة أو كلمتين في الجملة. ويقوم باختيار الكلمات بطريقة غير نمطية (غريبة) ؛ وقد يتحدث الطفل أيضا دون انقطاع أو يتحدث عن مواضيع مختلفة دون فهم ما يقول. و لا يحافظ على موضوع المحادثة ويقوم بالمقاطعات كثيرا اثناء الحوار
  • واتفقت مع التصنيف السابق دراسة كلا من (كونتي،جينا وآخرون 1997 ) حيث أجريت دراسة طولية علي عينة كبيرة من 242 طفل من الأطفال ذوي تأخر اللغة النوعي  من خلال إجراء مجموعة من الاختبارات السيكومترية بهدف تصنيفهم في فئات تشخيصية فرعية والتعرف علي الصعوبات والخصائص لدي كل فئة منهم وذلك بهدف تقديم التدخل المناسب وعمل البرامج المناسبة لكل فئة وقامت الدراسة بتقسيم هؤلاء الأطفال إلي ست مجموعات فرعية تنطبق علي التصنيف السابق لـرابن وآلن)  1983 ) (Bishop , 2006 ) .